أفتّشُ عن كلماتٍ بحجمِ مأساتنا
فالكلمات صمّاءُ و اللسان أمامها يعجزُ
فالمحتل المعتدي .. صار يدافعُ عن نفسهِ
و مجرمٌ فاسق .. من دافعَ عن أرضهِ
بالأمسِ كان عمر المختار مناضلاً
كما أنهك چيڤارا الغاصبين زمانا
و لعلهم إذا ناضلوا في يومنا هذا
لَنُعِتوا بالرذائلِ و كانَ نضالهم عدوانا
أتي الزمانُ يُسمّي الشئُ بغيرِ اسمهِ
و علي القطيعِ تشابهت أشياءُ
و صار العربُ فوق الأرضِ موتي
و الرجالُ و إن في قبورهم أحياءُ
فلربما قاموا من قبورهم غضباً
و ما أري لحُكّامِ العربِ من فواقِ
كان الكفاحُ بالأمسِ نضالاً يُحمدُ
و اليوم صار يُقالُ لهُ إرهابُ
و صارَ السلامُ كلمةً ماسخةً
سلعة زهيدة تُباعُ للضعفاءِ
فُتاتٌ من الحقوقِ يُتركُ علي المائدة
يتصدّقُ به القويُّ
وقتَ يشاء .. و كيف يشاء
لا والله ما هذا سلاما
بل رضاً بالذُّلِ و إذعانا
إذا أردت السلام
فلابد من أن تُقاتل
من أجل مقعدٍ علي الطاولة
كي تُملي شروطك .. و تحفظ حقوقك
فلن يهديك أحدٌ حقك علي طبقٍ من ورد
و لن يعطوهُ طواعيةً في هذه الأرض
فليسوا ملائكة .. ولا تلك جنة الخُلد
!ألم تسأم من الشجبِ و التنديدات
!ألم تسأم من التظاهرِ و المقاطعات
!ألم تسأم من النداءات و الاستغاثات
!من الإعانات و التبرعات
!من أجل ماذا؟
من أجلِ أرض تجودُ زيتوناً
!و كثيراً من الخيرات
اسنظلُّ مكتوفي الأيدي
و حكامنا يتسولون المعونات
ليس لفقرنا .. و لا لفشلنا
لكنهم خونة يعيشون بيننا
لسانهم عربيُّ .. و ولائهم غربي
مندوبي الإستعمارِ وظيفتهم قمعنا
لا يصلحون شيئاً ولا يبنون مجداً
فما نحنُ من يُديرُ شئوننا
و لا نعلمُ أين تُهدرُ ثرواتنا
فهيا حدثني عن هزلِ سلامنا
و عن تقبيلهم لأيدي من يغتالنا
ألم تسمع بقرية طنطورة
بدير ياسين
أبو شوشة و مخيم چنين
مجزرة تلو الأخري
و بكل قرية من قري فلسطين
فأيُّ سلامٍ تطلب
!و عن أيِّ سلام تتكلم
قال دنقل لا تصالح
و قال كنفاني قبل أن يُغتال
لا تفاوض يين المستعمرين و الأحرار
و قال نزارُ قبل أعوام
قصة السلام مسرحية هزلية
فطريق فلسطين واحدٌ ليس له ثان
و لابد من أن يمر من فوهة البندقية
و اليوم أسمع من بيننا
و ليس من عدونا
من لا يزال يطالبُ بالسلام
و لا يعرفُ شروط السلام
لا يعرفُ مع من يكون السلامُ سلاما
و مع من يكون السلامُ ظلاما
من يعتقد أن كذا و كذا .. مثالاً يُحتذي
فليقرأ التاريخ .. و ليُمحّص
فالأكذوبة عمرها أكثر من سبعين سنة
و كلما تشبثت بالأملِ الكاذب
كلما استشرس المحتل الغاصب
السلامُ في يدِ العادلِ عدل
و السلام في يدِ الطاغيةِ هزل
قراءة الواقع ليست تشائماً
لكن استكمال الطريق الخاطئ
يؤدّي حتماً إلي المهالك
و طريق الخلاص منذ زمان واضح
و إن طال أمدهُ فهو للظالمين رادع
فإن كان سلاحك التمني
فمتي حرر التمني بلاد
و متي حفظ دماء العباد
اذهب فاقرأ من المناضلين كتاباتهم
و استمع إلي حواراتهم
كي تفهم كيف بدأت
و أين وصلت مزاعم السلام
ثم نادِ بما تُنادِ
لكن اعلم أنه مجرد كلام
هلاوسُ .. أو أضغاث أحلام
فالذل و السلام .. لا يجتمعان
.. فإذا رأيت ذلا
فحتماً ليس هناك سلام ..
و من استهانك بالأمسِ و استباحكَ
فما أولائك من أهلِ السلام
و كما قتل نبياً بالأمسِ و خان
فسيصيرُ الغد مثل ما كان
و كما لعب دور الضحية بالأمس
و محا من التاريخ ما فعل من قبل
يلعبه اليوم بمزيد إتقان
أهي مسألة وقت
حتي يغتال آخر شهيد
مسألة وقت حتي يباد شعب بأكمله
و العالم علي ذلك شهيد
وأذيال العروبة للطغاة عبيد
يبادُ اسمه و حضارته
تاريخه و ثقافته
يبادُ من كان للاستعمار عنيد
الهذه الأرض من فجر
الهذا الكوكب من شمس
قد طال الليل و النهار بعيد
.. قد طفح الكيل
و صار من ينادي بالحق وحيد
انأسف وقتها علي اخواننا
ام نأسف علي أنفسنا
نترحّم علي أوطاننا
ام نلعن حكامنا
و تآمرهم في استعمارنا
نرثي ما آلت اليه أمورنا
ام ما فرطت فيه العربية جيوشنا
فرطوا في أرضنا
في شرفنا
في عزتنا و كبرياءنا
و ما جدواهم اليوم
و ما جدواهم بالغد
فحين يأتي دورنا
سيبيعنا الخونة بثمن بخس
فلسنا نحن من يعطي الأوامر
بل تأتي من الحاكم بأمره
فيبيع أرضه و شعبه كالتاجر
يقولون ما هذه أرضنا
و ما تلك بحدودنا
فسيأتي دورهم عاجلاً أو آجلا
و سيُفعلُ بهم كما فُعِلَ بإخوةٍ لنا
لكنهم أغبياء لا يفهمون
صمٌ بكمٌ عميٌ لا يبصرون
و لن يصيبهم الخراب وحدهم
بل سيصيبنا جميعاً خبال ما يقترفون
فلو كان للصهيونية مدرسة
لكان حكام العرب فيها المعلمين
و لو كان لهم آلهةٌ لكانوا أمريكيين
و لو وأدوا شيئاً لكان شرفهم
و لو آمنتهم علي دمك
لكانوا خائنين
فهي بلادٌ بلا أخلاق
بأرض العرب تتعلم خيانة الأخ و الجار
و قمع بني جلدتك من أجل المال
و بالغرب تتعلم خيانة الضعيف و نهب ثرواته
سياسةٌ خارجية بنكهة استعمار
فاذا كانت الحقوق تُعطي بالنداءات
و ان كان دفع الظلم يُحقق بالمفاوضات
لما خضنا بالماضي حروباً
و لما خرجت جيوش و قامت ثورات
و كأنك لا تؤمن في هذا العالم بوجود الشر
و تتناسي أن في هذه الأرض
من شياطين الإنس ملئ البحر
لا يسمعون نداءك
و لا يفهمون حقوقك
فإذا حاورتهم ضعيفاً نهبوك و قتلوك
و إذا حاورتهم قويا .. يهابوك
سنة في الأرض لا تبديل لها
فليحيا المناضلين
و ليسقط المستعمرين
و ليسقط كل من صمت
في أسفل سافلين
و ليذوقوا بكل أرضٍ لنا
شيئاً من الجحيم
نعم يؤيّد الله بنصره من يشاء
لكن صار منسياً
.. أن النصر لا يأتي
.فقط بالدعاء ..
