اليوم رحتُ أنسچ من خيالى .. صورة لفتاة أحلامى وجلست ممتلئ الفكرِ .. بين أوراقٍ وأقلامِ و راح فكرى يعدو .. بين واقعٍ و أوهامِ و راحت حدود ملامحها .. تتكشَّفُ تفصيلاً وإجمالِ ملامح كالبرق تلمع .. من خلف سورٍ و أستارِ فتاةٌ تغمرُ الروح .. ببديع عزفٍ و ألحانِ و تركضُ فى فكرى كالغزال .. تزرعُ چنَّاتٍ و أفنانِ و إذا چائتنى زائرة .. تكفُّ الأرض عن الدورانِ و يتلاشى فى حضرتها .. كل چنٍ و إنسانِ و أدركتُ أن كونى .. له بدل الشمسِ شمسانِ فإذا أشرقت هى .. تغمرنى بكلِّ دفئٍ و حنانِ و إذا چنَّ الليلُ .. يضئُ عتمة ليلى قمرانِ و تأتى بفرشاةٍ بروحِها تتصلُ فتكسو كل شاحبٍ زينة وألوانِ و أينما تطأُ قدماها .. تنمو ورودٌ و ريحانِ تتباهى الأرضُ تحتهما .. إنَّا لذو حظٍ و شانِ وإذا تكلَّمت هى .. تضاهى ألحانها أعذب ألحانِ و إذا تبسَّمت .. أكسبت كل مائلٍ عدل و اتزانِ جسدها وقالب روحها مملكةٌ .. أتفقدها لأعوامٍ و أعوامِ و لن أحصى محاسنها .. ولن أدخلها بضئيلِ إلهام و ما أتركها إلا و زارعٌ .. بأرضها راياتٍ و أوطانِ سهولها و هضابها لوحةٌ .. بروحى محفورة منذ أزمانِ و ما زاد الحسن حسنا .. إلا اتصاله بروحها إتصالِ و أعانقها عناقاً فنمتزچُ .. و ندخلُ فى طيَّ النسيان أنفاسها كرياح مسكٍ .. يُضرَبُ لحسنها الأمثال و أعكف أسطر مكارمها .. لتخلَّد عبر الأزمان لو ظلْتُ أتغزَّلُ و أمتدحُ .. لمماتى ما نضبت أفكارى هكذا ارسمها و أنسجها .. جوهرةٌ و لؤلؤةٌ بديعة الإتقانِ