artwork by: Käthe Kollwitz
وُلِدنا في حاراتٍ أقزامُ تحكمها
يحسبون أنهم ملوك النصرِ و البأسِ
يدَّعونَ أنهم للوطنِ الحرِّ حارسهُ
و ما هم إلا عبيد القرشِ و القصرِ
يساقونَ ليلَ نهارٍ كالشاة و الغنم
إن كان الأمرُ سلم أو كانَ من حربِ
و كلما انتفضت الجماهير من همٍّ و في غضبٍ
يغوصُ كلٌ منهم في عبائتهِ مطأطئ الرأسِ
و لِمَ أعجبُ و قد نشأوا ليس بحملِ الدرعِ و السيفِ
لكن تربّوا علي تقبيلِ الكفِّ و القدمِ
أتَعْجبُ لحالِ أقزامنا وكلٌ منه يقمعُ بيتهُ
فما ظنّكَ بقمعِ أخٍ قد جاورَ البيتِ
و كيف يعلو صوت قزمٍ أمامَ سيّده
و كيف يرفعُ عينيه في عينِ من علّمه الحيل
و يعودُ كل مساءٍ للمرآةِ يسألها
ألستُ بأبسلِ الفرسان في شرقٍ و في غربِ؟
فتصمتُ المرآةُ في عجبٍ و في هولِ
و إن استطاعت إجابةً…
لكانَ الردُّ بالسبِّ و اللعنِ
جاءَ الزمانُ أخاطبَ من القومِ أرذلهم
و أنا اللتي خاطبتُ في العدلِ فطاحلَ القومِ
و قد أعلمُ أنها علامةٌ للساعةِ آتية
و علمي بها لم يرحمني من غصةَ الحلقِ
و اليوم تأتيني بيدٍ بالدمِّ ملطخةً
بدم عدوٍ؟ لا بل أرديتَ من قاومَ الظلمِ
و بوجهٍ في سوادِ الليلِ أحلكهُ
كما الصحراء جدباء للماء تفتقرُ
و انخرط أقزامنا من آبارِ الذُلِ يغترفوا
و ما أري لهم من مللٍ و لا شبعِ
نحنُ جيلٌ أتي العالم العربي و قد نفذت عزتهُ
فكانت هدية ميلادنا أصفادُ من ذلٍّ و من عدمِ
فلا تنتظر أن ينكسرَ الصفدُ بمعجزةٍ
و لا تنتظر أن ينكسر برضاً من القزمِ
فكما أخبرنا التاريخُ في كلِّ فاجعةٍ
إن الأغلال فقط بالطوفانِ الجارف تنكسر
