ماذا أقولُ و قد زُچَّت كلماتى بالسجن ظلما و مُنعتُ أن أجادلَ القاضى فيما أوصى حُكما و حُرمتْ أبياتى ان ترى نور الشمس صبحا أو أن تجوب المدائنَ فى حضرة القمرِ ليلا أو أن تحكى قصةَ من تُيمَ بالحبِّ عشقا أو أن تلهم من رُزقَ بالعشقِ أن يتَّبعها دربا و ما عجبى الا أن أُصدرَ الحكم خلف الأستارِ سرَّا و جاء القاضى ليُعلمنى بالخبرِ عَجَلا و امطرنى من كلِّ زيفٍ للحقيقة سببا فسلبنى حقّى فى الدفاع و الجدالِ سلبا فليت شعرى لماذا لم يستطع القاضى صبرا و يعرفنى كما يعرف الشمسَ ما كنت لانطقَ إلا عدلا لكن ماذا أفعلُ إذا أغمض الطرف عن الحقِّ قصدا أو ان أخذ قراره فى سوء فهمى سلفا و أخبرنى من بعض الحقيقة لاحقا ما كنت أخشى سمعا و رغم ظنِّى سالفا ما تركت قضيتى فلَّا و ما ترك لى فرصة ان اجادل الحقيقة قولا أو أن يرى من أصلِ الحقيقة فعلا و ما سلبني هذا و لكن سلب نفسه رؤية الحقيقة جهرا و أخبر نفسه أنَّ الاوان قد فاتَ دهرا و ما فاتَ الاوان ولو أرادَ لمدَّ للدهرِ دهرا و ما ذنبى بمن ضيَّع بالأمس فُرَصَا و ما أردتُ إلا أن أُصلحَ ما أُفسِدَ بكبير عزما و كم مددت يدىَّ بالمساعدةِ مدَّا و ما فعلته إلا لإيمانى بقدر القضيةِ وزنا و ما ضرَّه أن يجادلَ القضيةَ عقلا و رشدا و تجاهل فى حكمه كل ما قد فعلَ سلفا و كم من قاضٍ أخطأ كما يخطئ الناسُ بشرا و لعل حكمه قد كشف من الحقيقة جنبا و أوصى أن تزچ كلماتى بالسجن حبسا و كم من برئٍ مات فى الحبس ظلما و أغفل القاضى أن الإيمان لا يموت صمتاً وأن كلامى وأبياتى سيجدون للشمس سبلاً وسأنقشهم على جدران السجن نقشاً فأنصف أيها القاضى وتأنّى أن تقتل برئ بسريع حكماً ولا تنخدع بما عرفت أو حكمت أمساً ولا تتخذ أمساً لليوم مثلاً فأنت اليوم غير الأمس شخصاً ولا تتشبث بما عهدت طفلا أو أن تخشى الخروج من دوائر المألوف خوفاً لعل السنين والأعوام قد زادتك نضجاً و رشداً وتذكّر أن الصواب رأيٌ وليس هو الصواب دوماً و انظر بداخلك أين الصواب فيما يحدث الآن أمراً و اذا كان عودا لظلمٍ فساء عودا و ما تحلو الحياة إلا إذا ساد الهواء عدلاً وإذا عاد الزمان لسلكتُ نفسَ الطريقِ ألفاً و كما تعرفنى دوما لست أحمل ضئيل ندما هذه هى قضيتى قد رويت منها شطرا و قد قطعتُ عهدا ألا يموت كلامى حبسا أبدا